
أطلقت إصدارات ترشيد التربويّة الجزء الثالث من كتاب "عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"، والذي حمل عنوان "عبور الخطابات التاريخيّة والسرديّة إلى البيئات التعليميّة"، من تأليف: د. وائل كشك.
يتكامل هذا المشروع بأجزائه الأربعة ليقدّم منهجيّة تعليميّة شاملة تعزّز التفكير النقديّ، والتحليل البصريّ أو التاريخيّ، أو السرديّ. ومن خلال الربط بين هذه الأجزاء، يقدّم رؤية متكاملة تتيح للطلّاب والمعلّمين تطبيق المعارف والمهارات بطرائق متعدّدة ومتنوّعة، ممّا يثري العمليّة التعليميّة ويجعلها أكثر فاعليّة وتفاعلًا مع تحدّيات العصر الحديث.
الجزء الثالث: عبور الخطابات التاريخيّة والسرديّة إلى البيئات التعليميّة
ينطلق هذا الجزء من رؤيةٍ تسعى لإعادة تعريف دَور المعلّم ليكون موجّهًا ودليلًا يقود الطلّاب إلى فهم أعمق للمواضيع، بدلًا من الاقتصار على تقديم المعلومات. ومن خلال التركيز على الخطابين التاريخيّ والسرديّ، يصبح في إمكان المعلّمين توسيع آفاق الدروس التقليديّة على نحو يمنح المتعلّمين فرصة للاطّلاع على تجارب الماضي وفهم مغزى الأحداث والقصص من الناحيتين الاجتماعيّة والثقافيّة.
إنَّ عبور التخصّصات المدرسيّة التقليديّة ليس هدفًا في حدّ ذاته بقدر ما هو وسيلة لإثراء التجربة التعليميّة؛ إذ يصبح الطالب قادرًا على رؤية الروابط بين جوانب مختلفة من المعرفة، مثل التاريخ والأدب والفنّ والعلوم الاجتماعيّة.
ينقسم الجزء الثالث إلى ثلاثة أقسام رئيسة تشمل تسعة فصول مترابطة، يقدّم القسم الأوّل أسس التكامليّة والتواصليّة بين المعارف، ويستعرض المفاهيم الفلسفيّة والتاريخيّة للخطابَين التاريخيّ والسرديّ. بينما يتناول القسم الثاني سُبل تفعيل الخطاب التاريخيّ في التعليم عبر تحليل الخُطب والصور والوثائق والأفلام التاريخيّة، موفّرًا أنشطة ومهمّات عمليّة قابلة للتطبيق في الصفوف الدراسيّة. أمّا القسم الثالث فيركّز على الخطاب السرديّ بأشكاله الحكائيّة والأسطوريّة والقصصيّة والروائيّة، مبيّنًا كيف يمكن توظيفها لتعزيز الخيال والتحليل النقديّ وربط المعرفة بالواقع الثقافيّ والاجتماعيّ.
ينطلق هذا الجزء من رؤيةٍ تعتبر التعليم التكامليّ وسيلةً لإثراء التجربة التعليميّة لا مجرّد تنويع في المحتوى، إذ يدعو المعلّمين إلى أن يكونوا موجّهين ومرشدين في رحلة تعلمٍ قائمة على المعنى، تساعد المتعلّمين على الربط بين الماضي والحاضر، بين السرد والتاريخ، وبين المعرفة والإنسانيّة.
نأمل أن يجد المعلّمون والمتخصّصون في هذا الجزء دليلًا عمليًّا يمكّنهم من استثمار الخطابين التاريخيّ والسرديّ بطرائق متعدّدة، أكان ذلك في إطار المقرّرات المدرسيّة أم في الأندية الطلّابيّة والأنشطة الميدانيّة. ونتطلّع إلى أن يؤدّي هذا المحتوى إلى تعزيز روح النقد والابتكار لدى الطلّاب، وتمكينهم من فهم تراثهم التاريخيّ والثقافي فهمًا أكثر عمقًا، وأن يزوّدهم بأدوات فكريّة تُعينهم على تفسير عالمهم المعاصر والمساهمة الفاعلة في تطوّره.
لا بدّ من الإشارة إلى أنّ محتوى الأنشطة والمهمّات والمشاريع صُمّم بعناية ليكون متوازنًا بين الشموليّة والمرونة. لم نغرق في التفاصيل الدقيقة، ولم نقدّم "وصفات" بيداغوجيّة جاهزة، لأننا نؤمّن بقدرة المعلّمين على الاستفادة من هذه الأنشطة بطرائقهم وأساليبهم الخاصّة التي تتناسب مع احتياجاتهم. وفي مقابل ذلك، فإنّ ما تشتمل عليه من أنشطة ومهمّات ومشاريع لم تكن تعوزها المعلومات، بل حرصنا على تضمينها ما يقتضيه السياق من المعلومات التي توضّح المتطلّبات لتحقيق الأهداف التعليميّة المرجوّة.
وبهذا الإصدار، تُواصل إصدارات ترشيد التربويّة سعيها لتقديم محتوى علميٍّ ومهنيٍّ يسهم في تطوير الفكر التربويّ العربيّ، ويزوّد المعلّمين بالأدوات المفاهيميّة والتطبيقيّة لبناء بيئات تعلمٍ أكثر وعيًا وفاعليّة.
وصدر عن إصدارات ترشيد التربويّة ثلاثة عشر إصدارًا تربويًّا متخصّصًا، هي: "عقليّة التساؤل" 2022، و"حلول مبتكرة لمشكلات سلوك الطلّاب في المدرسة" 2022، و"نحو معلّم فاعل في التعليم الوجاهيّ والإلكترونيّ" 2022، و"الممارسات المهنيّة للمدرّسين: بين النظريّة والتطبيق" 2023، و"ما الذي يحدث داخل المدرسة؟" 2023، و"التعليم الدامج للطلّاب ذوي الإعاقتين: البصريّة والسمعيّة" 2023، و"تطوير برامج التربية العمليّة لمعلّمي ما قبل الخدمة في ضوء المدخل التأمّليّ السرديّ" 2023، و"التدريس والمنهاج القائمان على المفاهيم: لغرفٍ صفّيّة مفكّرة"، 2024. و"عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"، 2024. "عبور التخصّصات - عبور الخِطابات البصريّة" 2025. "الاستقصاء القائم على المفاهيم في أطواره التطبيقيّة"، 2025.
و"إصدارات ترشيد التربويّة" برنامج يهدف إلى نشر كتب متخصّصة في الحقل التربويّ العربيّ، وهو أحد برامج "ترشيد" التي أنشئت من قِبل المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات. تبادر "ترشيد" إلى تعزيز بيئات تعلّم مُستدامة من خلال مجموعة مشاريع تستجيب إلى حاجات المُجتمع التعلّميّ القطريّ بشكلٍ خاصّ، والعربيّ بشكلٍ عامّ، كما إلى احتياجات المعلّم العربيّ، عبر حوارٍ مُستمرّ معه، ومعرفة دقيقة وعميقة باحتياجاته، لزيادة فعاليّة خدمات المشاريع وضمان استدامتها.
لمزيد من التفاصيل عن توزيع الكتاب تابعوا إصدارات ترشيد التربويّة على وسائل التواصل الاجتماعيّ: